الأحد، 25 يونيو 2023

محمد بن سلمان الأمير الشرير

 

تتفق او تختلف مع نهج ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان فهذا شأنك وحدك، ولكن الحق يقال، رجل عمل واجتهد في سبيل تغيير بلاده، وقد احدث نقلة نوعية فيها على كافة الاصعدة، سياسيا، دبلوماسيا، اقتصاديا، اعلاميا، رياضيا، ومع ذلك صوره الاعلام الغربي باعتباره الامير الشرير والحاكم المستبد و أحد طغاة عصره، واخذوا يبحثون بادوات مجهرية عن اي خطأ بقصد تضخيمه، اما الايجابيات يتفنون في التقليل من قيمتها او الالتفاف عليها.!

هناك اجماع على ان «بن سلمان» هو مؤسس الدولة السعودية الرابعة، او الدولة الحديثة، التي اصبح لديها قوة اقتصادية ضاربة، نفوذ سياسي غير مسبوق، وعلاقات دبلوماسية مؤثرة، وحول بلاده الى لاعب دولي مهم في صناعة القرار العالمي، لذلك نجد ان كبرى الدول غيرت سياساتها في التعامل مع السعودية وبات الجميع يبحث عن سبل توطيد العلاقات وتقويتها وكسب ود ورضا «بن سلمان».!

منذ سنوات طويلة، والعالم العربي يفتقد لوجود شخصية القائد القوي، الملهم والمؤثر، القادر على تغيير الواقع، والتأثير على القرار الدولي، حيث اعتدنا على ان يكون التأثير مبني على اساس المهادنة والاستعطاف وتقديم فروض الولاء والطاعة اضافة الى مغازلة الدول الكبرى بعقد صفقات التسليح مقابل مليارات الدولارات للوصول الى حلول وسطية مقبولة نوعا ما.

محمد بن سلمان، ومنذ اللحظة الاولى لمنحه الثقة المطلقة من قبل والده الملك سلمان بن عبدالعزيز تعرض لحرب منظمة، سياسيا، اعلاميا، عسكريا، إلا انه ظل صامدا امام تلك الحرب الضروس، رفض الخضوع والانصياع للضغوط الداخلية والخارجية، ولم يهتز امام احتمالية تعرضه لمحاولة اغتيال مدبرة، آمن بقدرته على اجتياز المصاعب وبلوغ القمة وتحقيق اهدافه المشروعة.

الدول العربية من المشرق الى المغرب، تملك كافة مقومات النجاح والصعود الى مراتب عليا، لكن يفتقدون وجود قائد حقيقي لا يخشى «زعل تاجر» او «غضب اقربائه» ولا يهادن   متنفذ او فاسد.!


أحمد السلامي