السبت، 23 يوليو 2022

68

 

ارتبطت 3 حروب عالمية برقم «68»، الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية والحرب الروسية الاوكرانية، وقد تكون لهذا الرقم دلالات قد لا تكون واضحة لكثير من العوام وحتى العلماء، إلا ان الأكيد انها لم تكن وليدة الصدفة، اذ لم يخلق الله شيئا عبثا وخلق كل شيء واحصاه عددا، لذلك نجد اليوم ان حياتنا بكل تفاصيلها الدقيقة تقوم على اساس الأعداد، فلا عجب في ان يكون لهذا الامر ارتباط بعلم الأعداد وهو عالم اخر فيه الكثير من الخبايا والأسرار التي يصعب على كثير من البشر فهمها من نواحي فلسفية ورياضية وطاقية وروحية وقد يكون لها أبعاد اخرى خفية نجهلها، فمن خلال المعادلات الرياضية البسيطة التي تقوم على اساس تقسيم تواريخ الحروب الثلاثة الى 4 مجموعات بالطريقة المرفقة في الجدول نجد ان الناتج النهائي هو الرقم «68».! 



هناك الكثير من العلوم في هذا العالم، منها ما هو معلوم للعوام ومنه ما يختص به اهل العلم والمعرفة ويختلف في تفسيره وتأويله كل إنسان سواء كان عالما او جاهلا، ومن بين هذه العلوم «علم الاعداد»، والذي يدخل في جميع العلوم، ولهذا العلم جوانب ظاهرة ومعلومة ومنها جوانب خفية

قد يذهب البعض إلى قراءة الاعداد من ناحية علمية كما هو وجدته مكتوبا في صحيفة «النهار» اللبنانية التي ذكرت ان لا شيء في علم الرياضيات يبرر رقم 68 او يدعمه، كذلك لا يوجد مدلول علمي له او مسوغ او نظرية علمية معترف بها عالميا وراء تطابق الارقام، او توصل الى الاستنتاج الذي اوحى به المنشور حول الرقم 68 وعلاقته في الحروب الثلاثة بحسب اراء كلا من البروفسور جاسم عجاقة، الخبير الاقتصادي والفيزيائي، و الدكتور رامي حداد، العالم في الرياضيات في جامعة القديس يوسف إضافة إلى الكاتب والباحث الدكتور عبدو قاعي، وهي جميعها آراء معتبرة ومقدرة من ناحية علمية إلا ان ذلك لا يعني بأي حال من الاحوال ان من يخالفهم على خطأ ومن يتفق معهم على صواب

وبالتأكيد هناك آراء مغايرة، منها ما يرى ان هذه الارقام مشفرة او مرمزة او انها متعلقة بحسابات استراتيجية معقدة، والبعض يعتقد ان لها ارتباط بألعاب ذهنية وغيرهم يؤمن انها أسرار خفية مرتبطة بالعلوم اللدنية.



الخميس، 14 يوليو 2022

الفن أداة لقمع الشعوب

 

المتابع لحال الانظمة العربية منذ ستينيات القرن الماضي وطرق تعاملهم مع شعوبهم حتى يومنا هذا يستطيع ان يكون صورة شاملة وكاملة عن الاساليب المتبعة في التعامل المباشر مع الشعوب باستخدام اسلوبين مختلفين، الاول الترغيب وذلك من خلال اصدار القرارات الشعبوية و الاغداق عليهم بالمنح والهبات والزيادات المالية وهي طريقة ناعمة لشراء الولاءات، والاسلوب الاخر هو الترهيب باستخدام القوة المفرطة والقوانين القمعية وتطويع الدين ورجالاته لخدمة النظام ومواجهة الساخطين على حال بلدانهم بالرد عليهم واتهامهم بالكفر و الزندقة والكفر والإلحاد والتبعية لاجهزة مخابرات اجنبية ممن لا يريدون الخير لبلدانهم وهناك من يجمع ما بين الفكرين لموازنة الامور. 

في المقابل شذ نظامي حافظ الاسد في سورية و حسني مبارك في مصر على فكر ادارة الانظمة العربية السائدة حينها، وذلك باستخدامهما المسرح والتلفزيون للتنفيس عن شعبيهما والتقليل من حالة الاحتقان باتخاذ اسلوب الاستهزاء والسخرية من حال الانظمة العربية عموما ونظام الدولة خصوصا، ومن الامثلة الواقعية هو ما كان يفعله حافظ الاسد الذي كان حريصاً على دعم وانتاج مسرحيات من تأليف محمد الماغوط وبطولة دريد لحام ونهاد قلعي تنتقد النظام وتسخر من حاله وحال الانظمة العربية ومنها مسرحيات «ضيعة تشرين، كاسك يا وطن، شقائق النعمان، غربة» وفيلم الحدود، وعلى الجهة الاخرى استخدم حسني مبارك ذات الاسلوب مستغلا نجومية عادل امام الذي حصل على البطولة المطلقة في جميع المسرحيات والافلام التي تنتقد اخطاء النظام وينتقد من خلالها تردي اوضاع البلاد، ومنها  مسرحيات «الزعيم، الود سيد الشغال، شاهد ماشفش حاجه» والافلام «الارهاب والكباب، الارهابي، بخيت وعديله، طيور الظلام، النوم في العسل، رسالة الى الوالي، الواد محروس بتاع الوزير، السفارة في العمارة، مرجان احمد مرجان، حسن ومرقص، بوبس». 

اجاد نظامي حافظ الاسد و حسني مبارك في استغلال المسرح والسينما في تخفيف احتقان شعبيهما والتنفيس عن حالة الغضب بأسلوب فني ساخر، تاركين لهم فسحة لا بأس بها في الضحك على حال بلدانهم المتدهورة على ان يبقى الامر مرهونا في اشخاص محددين يختارهم النظام وحده، اذ يجوز للمشاهد ان يضحك ولكن لا يجوز له ان ينتقد الخطأ ويطالب بتصويبه.! 

هذا لا يعني بأي شكل من الاشكال انني مؤيد لمثل هذه الانظمة القمعية ولا افكارهم الرجعية، بل انا اقف دائما في صف الحق والشعوب الثائرة على الظلم والظالمين، لإيماني المطلق ان جميع شعوب العالم لها الحق في الحياة وتقرير مصيرها وفق الاطر القانونية وبصورة ديمقراطية.

اليوم، ومع الانفتاح الكبير على الاعلام الرقمي اصبحت الانظمة العربية غير قادرة على فرض سيطرتها وبسط نفوذها كما كان في الماضي، إذ كانت الصحف تنشر ما يسر النظام والتلفزيون ينهي بثه بعد نشرة اخبار منتصف الليل، والمسرح يخدم الاهواء السياسية بحسب رغبة النظام الحاكم، أما الان فقد باتا من الصعب جدا مواجهة مواقع عالمية ساهمت بشكل مباشر باسقاط انظمة قمعية ودعم ثورات عربية واجنبية وتوجيه الرأي العام الساخط من اوضاع البلدان بسبب الفساد الاداري والمالي، وهو ما دفع بلدان أخرى الى سن وتشريع قوانين مكممة للافواه الهدف منها محاولة قمع الشعوب وتطويعها جبرا وهو نهج ديكتاتوري يصعب استمراره لفترة طويلة بسبب رغبة الشعوب في عيش حياة كريمة بقانون يحمي حقوق الفقراء ويساويهم مع الاغنياء و يرفع الظلم عن الضعيف ويردع المتنفذ مهما علت سلطته وهي مطالب مشروعة ان تحققت ساد السلام والوئام وتطورت البلدان واصبح المسؤول يعمل من اجل وطنه وليس من اجل زيادة ارصدته البنكية في البنوك الاجنبية، لكن من يسمع ويعقل.!

الخميس، 7 يوليو 2022

إبليس ولا إدريس

 

المطلع على التاريخ الليبي الحديث يعلم جيدًا ان شعبها عانى عشرات السنوات تحت وطأة الاستعمار وقسوة الحاكم المستبد، وفساد بطانة العهد الملكي وتأثيرهم على امن واستقرار الدولة الى ان انقض مجموعة من ضباط الجيش على الحكم وتحديدا قبل يوم واحد من تقديم الملك الزاهد محمد ادريس السنوسي استقالته ورفعها الى مجلس الأمة آنذاك

المشهد الليبي في ذلك الوقت كان ضبابيًا والرؤية تكاد تكون منعدمة، اذ حصلت ليبيا على استقلالها من إيطاليا وتم تسليم الحكم الى الاسرة السنوسية التي تعتبر من ابرز واهم الحركات الدينية الصوفية في ليبيا والسودان وتشاد ويحظون باحترام وتقدير كبير من قبل العموم، لما لهم من سلطة دينية وسطوة سياسية وحضور بارز يوازي حضورهم الديني، اذ نجحوا في تأسيس 330 زاوية لهم يمارسون فيها طقوسهم ويعلمون فيها الاطفال والشباب اصول الدين والفقه وحلقات تحفيظ القرآن واللغة العربية وقواعدها وعلوم الفلك والرياضيات وهو ما جعل لهم مكانة خاصة في المجتمع

ولا يمكن بأي حال من الاحوال انكار دور وفضل الاسرة السنوسية في انتزاع الاستقلال جنبا الى جنب مع زعيم الثوار عمر المختار، اذ كان الاخير يقود الحراك المسلح في مواجهة المستعمر، بينما تولى محمد ادريس السنوسي المفاوضات السياسية وتوقيع الاتفاقيات وبناء العلاقات الخارجية وتوطيدها، ومن قبله عمل والده محمد المهدي السنوسي على قيادة الثوار عسكريا، ثم اسند الامر الى احمد الشريف السنوسي الذي قاد حراكا مسلحا ضد المستعمر، وهذا العمل المشترك نتج عنه استقلال ليبيا

بعد تولي الملك محمد ادريس السنوسي مقاليد الحكم تمكنت حاشيته من السيطرة عليه وغيبوه تماما عن فسادهم واعني بذلك مستشاره إبراهيم الشلحي الذي ازكم الانوف بفساده واشعل غضب الليبين امتعاضا من صمت الملك السنوسي على تجاوزات الشلحي واسرته.! 

كان الملك محمد السنوسي زاهدًا في ملكه اذ سبق له وان قدم استقالته متعذرا بكبر سنه ورغبة منه في تحويل ليبيا من مملكة بحكم متوارث الى جمهورية بحكم متداول وينتخب الرئيس من قبل الشعب، إلا ان رغبته لم تتحقق بسبب اعتراض مستشاره ورئيس وزرائه مصطفى بن حليم في المرة الاولى، ورفض حسين مازق رئيس الوزراء في المرة الثانية، مما نتج عنها اجهاض الفكرة في مهدها، اذ كان السنوسي عازما على انهاء الحكم الملكي الذي لم يكن مقتنعا بجدواه ومؤيدا للتحول الى النظام الجمهوري وترك الشعب يختار رئيسه بانتخابات حرة ونزيهة

استفحال الفساد في العهد الملكي دفع الشعب للخروج بمظاهرات حاشدة رددت شعارات عدة ابرزها «ابليس ولا ادريس» والتي التزم الصمت حيالها رافضا فكرة التصادم مع الشعب، وقرر حينها السفر الى اليونان بذريعة العلاج اذ بيّت النيه لإعلان استقالته من منفاه الاختياري والانزواء مع اسرته الصغيرة التي تضم زوجته فاطمة وابنته المتبناة سليمى في المهجر، لكن حركة ضباط الجيش سبقته بخطوة واقدم عدد من صغار الضباط على قيادة انقلاب عسكري انتهى بتنصيب معمر القذافي حاكما على ليبيا مسدلاً الستار على الحقبة الملكية

الانظمة الحاكمة في كثير من دول العالم الثالث لم يقرؤوا التاريخ، ولم يتعضوا من اخطاء الاخرين، بل ساروا على ذات النهج واستعانوا بمستشارين منافقين ومتسلقين وكذابين، زيفوا الواقع وأوهموهم ان مؤامرات تحاك ضدهم، وان هناك من يتحين الفرص لاسقاط أنظمتهم، وبنوا جدار عازل بين الحاكم والمحكوم، وبذروا بذور الفتنة والكراهية ووظفوا نافخي الكير لحرق البلاد والإضرار بمصالح العباد.!