الثلاثاء، 23 أغسطس 2022

سامية الميمني

 

هناك الكثير من قضايا الاغتيالات الغامضة التي لم يتم فك ألغازها، بل وبعضها صدرت فيها احكام واغلقت ملفاتها دون تبيان الحقيقة، وهناك ملفات اخرى جرى تزوير محاضر التحقيق وتغيير الوقائع لتتماشى مع روايات لا أساس لها من الصحة، ومن اهم تلك القضايا هي قضية الدكتورة السعودية سامية عبدالرحيم الميمني التي اغتيلت في شقتها بولاية فلوريدا الأمريكية عندما قررت الرجوع إلى وطنها.

الميمني  أستاذة جامعية ومخترعة وطبيبة وجراحة مخ وأعصاب، حاصلة على براءات اختراع في عدة مجالات طبية

وبحسب رواية شهود العيان، فان الراحلة سامية الميمني كانت قد تلقت عرضا لشراء براءة احد اختراعاتها المهمة مقابل 5 مليون دولار اضافة الى منحها الجنسية الامريكية، وهو العرض الذي رفضته واختارت العودة الى وطنها بابحاثها واختراعاتها التي كانت عاقدة العزم على تقديمها الى العالم دون مقابل او بعائد مادي بسيط يعود على المرضى بالنفع والفائدة وبعيدا عن جشع شركات الادوية التي تتاجر بآلام الملايين من البشر

واقعة الاغتيال حدثت عن طريق الخنق في شقتها، وتم نقل جثتها الى سيارة تبريد متعطلة في الشارع الذي تسكنه، وجرى العثور على جثتها من قبل دورية شرطة دون ان يكون هناك بلاغ عن وقوع الجريمة، وهذا ما اكده دفاع القتيلة الذي شكك برواية الشرطة التي فشلت في وضع حبكة درامية يمكن تصديقها، خصوصا وان الجاني استولى على كافة ابحاثها العلمية والاوراق الخاصة في براءات الاختراع وبعض المصوغات الذهبية التي اضيفت للجريمة بقصد تضليل العدالة وتحريف الحقيقة باعتبار ان دافع الجريمة هو السرقة بينما تم التقاضي كليا عن أصل الحقيقة

اسدل الستار على القضية بإدانة حارس العمارة الذي اتهم بقتل العالمة سامية الميمني وحكم عليه بالسجن مدى الحياة رغم نفيه الاتهام وتأكيده على انه لا يعلم شيئا عنها، ورغم وجود ادلة اخرى تفيد بالعثور على بصمات لاشخاص مجهولين لم يتم التوصل إلى هوياتهم.! 

اليوم، وبعد مرور ما يقارب من ربع قرن «25 عام» على الجريمة التي اكتنفها الغموض اعتقد ان فتح ملف هذه القضية وغيرها من القضايا امر مستحق، خصوصا وان «الامريكان» دائما ما يتبجحون ان لديهم قضاء عادل ونزيه يطبق على الجميع دون استثناء ولا يفرق بين رئيس الجمهورية و اي فرد اخر مهما علت سلطته، لكن شخصيا اعتقد ان هذه الادعاءات باطلة والدليل قضية اغتيال العالمة سامية الميمني.!

الأربعاء، 10 أغسطس 2022

كوارث برلمانية

 

السوابق البرلمانية في الدول العربية كثيرة وهي عادة ما تأتي مخالفة للدستور وصحيح القانون ويتعارض مع ما هو منصوص عليه في اللوائح الداخلية التي تنظم العمل في البرلمان، وقد رصدت حالتين متشابهتين من حيث الشكل والمضمون، الاولى وقعت في مجلس الامة الكويتي والثانية في مجلس الشعب المصري

ففي الكويت تقدم رئيس الحكومة السابق الشيخ صباح الخالد بطلب لتأجيل كافة الاستجوابات بما فيها المزمع تقديمها مستقبلا، وهو ما يعد انتهاكا خطيرا للدستور ومخالفا للائحة المعمول بها، إلا ان الامر تم اقراره بطريقة هزلية في جلسة 30 مارس 2021 رغم وجود معارضة نيابية شديدة نادت بعدم صحة المصادقة على المضبطة إلا ان رئيس البرلمان حينها مرزوق الغانم اصر على تمرير المخالفة لتصبح بذلك سابقة نيابية خطيرة جدا تسجل في تاريخ العمل البرلماني الكويتي.! 

اما ثاني السوابق البرلمانية فقد دارت احداثها في مصر اذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر نشرته شبكة «رصد» الاخبارية نقلا عن صحيفة «العربي الجديد» يفيد بمنع تقديم استجوابات إلى وزيرة الصحة هالة زايد خوفا من إعادة تداول قضية فساد وإحراج النظام الحاكم، وبحسب الروايات المتداولة فان قرار المنع صدر من جهات سيادية ويقصد بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دون ان يذكر اسمه صراحة خوفا من ان تتم معاقبة مصدر الخبر، كما لم يصدر اي تعليق من قبل البرلمان المصري ورئيسه المستشار حنفي جبالي الذي التزم الصمت، وهذا ما يفسره البعض أن الامر صحيح إذ لا يملك قدرة على الرد وتوضيح الحقيقة، و بذلك تكون مخالفة دستورية خطيرة.

الهدف في كلا الحالتين هو سلب النواب لحق اصيل من حقوقهم في استخدام ادواتهم الدستورية التي انتخبوا من اجلها ليكونوا صوت الشعب في البرلمان، فإلى جانب التشريع يلتزم  النائب بدوره الرقابي والمحاسبي للوزراء ورئيسهم سياسيا اذا ما اخلوا في واجباتهم وفق الاطر القانونية والادوات الدستورية التي كفلها الدستور لهم، اما ما حدث في هاتين السابقتين فهو تكريس لنهج ديكتاتوري قائم على سلب النواب حقوقهم تمهيدا لتفريغ الدستور من محتواه.!