الخميس، 23 مارس 2023

مشاكل الكويت.. ناعمة

 

الكويت والتي عرف عنها ان مشاكلها السياسية جميعها «ناعمة» وبسيطة، ويمكن حلها بجلسة صلح محفوفة يقدم فيها الشاي والقهوة مع بعض الحلويات والمعجنات يحضرها اصحاب القرار وهم معلومين ويعدون على الاصابع، يتفقون على صيغة توافقية للخروج من اي مشكلة مهما بلغت تعقيداتها، بعيدا عن المهاترات والتراشق الاعلامي الحاصل على الساحة حاليا والتي ستكون لها تبعات مستقبلية سلبية على قيمة ومكانة بيت الحكم عموما ومسند الامارة خصوصا

اعرف جيداً ان القيادة السياسية في الكويت متمثلة في رأسي الهرم وهما سمو الامير الشيخ نواف الاحمد وسمو ولي عهده الشيخ مشعل الاحمد يمتلكان من الصبر الشيء الكثير، ولديهما من الحكمة والحنكة ما يؤهلهما للتعامل مع مثل هذه الازمات بسياسة النفس الطويل بعيدا عن ردات الفعل السريعة التي قد تكون لها تبعات سلبية، وهذا ما هو واضح لي جلياً، اذ لم يصدر منهما اي تعليق على حكم المحكمة الدستورية بابطال مرسوم حل مجلس الامة 2020 وعودت نوابه واعتبار انتخابات مجلس الامة 2022 كأن لم تكن، بل ومن الذكاء الصبر على البلاء وترك المجال امام العائدين لقول ما يدور في اذهانهم والكشف عن اوراقهم لفهم ومعرفة طريقة تفكيرهم وخططهم لافشالها والقضاء عليها كليا، لان ما افهمه من صبرهما هو انهما يسيران في خطة معلومة لاستئصال الورم من منبته وتطهير الجرح بما يضمن عدم ظهور اورام سرطانية اخرى تستشري في جسد الدولة بعد خياطة الجرح الغائر مستقبلاً

وقد لمست حالة السخط الشعبي الناغم على صمت القيادة السياسية وعدم اتخاذهم اي اجراء يخفف من حدة الاحتقان، وهذا امر طبيعي نظرا لالتفاف الشعب الكويتي حول قيادته وحبهم الصادق لاسرة الحكم، إلا انني شخصيا اعتقد ان ما يدور في الغرف المغلقة قد لا يخطر على الاذهان.! 

لا ادعي انني اعلم ببواطن الامور واسرار وخفايا القصور، بل افهم جيدا ان استقرار هذه الاسرة وبقائها في سدة الحكم لاكثر من 300 عام لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة محافظة الابناء على ميراث الاجداد والسير على خطاهم، والتفكير دائما خارج الصندوق.