الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

الدوحة المدينة الفاضلة.!

 

عانت قطر منذ اليوم الاول لنيلها شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2022 وحتى يومنا هذا من الهجوم المبرمج عليها من قبل دول وحكومات ووسائل اعلام بشكل فضيع ومقزز، وكأن الدوحة اقترفت جرماً عظيما بحق العالم، ومع ذلك تسامت على جراحها واجتهدت وصبرت الى ان وصلت لمبتغاها.

بدأ المونديال وتوقع البعض ان يتوقف الهجوم او تخف وطئته، ولكن مازالت الحرب مستعرة، اقحموا ملفات لا يجوز وفق الميثاق الاولمبي اقحامها، وانتهكوا قوانين الدولة واستباحوا سيادتها، وجيشوا منظمات دولية للبحث في ادق التفاصيل الداخلية لنقدها وتهويلها والتباكي عليها، وهذا اسلوب رخيص لا يتبعه إلا من كان بنفسه مرضٍ.

والغريب في الامر هو انتهاك من كان مفترضا بها احترام القانون وتطبيقه وهي وزيرة الداخلية الالمانية نانسي فيرز التي تتباها باحترام بلادها للقانون، لتأتي في دولة اخرى وتخترق القانون مستغلة حصانتها الدبلوماسية وهو تصرف مخزي وغير مقبول، ودعونا نتساءل ماذا لو جاء وزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة الى ألمانيا وانتهك قانون الدولة فهل سيمر الامر مرور الكرام؟

ما سبق لا يعني ان قطر بلا خطيئة، ولا يعني بأي حال من الاحوال تنزيهها او تمجيدها، او وصف الدوحة باعتبارها المدينة الفاضلة، فهناك الكثير من الاخطاء حالها كحال غيرها من دول العالم، ولكن اعلنت الحكومة القطرية غير مرة انها بصدد تصويب الاخطاء ومعالجة المشاكل، وهذا الامر لا يمكن ان يتحقق بين ليلة وضحاها، بل يحتاج الى وقت طويل من العمل وكثير من الجهد للإصلاح، ولنا في القارة العجوز مثال واضح على ذلك، حيث لم تنتقل من عصور الظلام الى النور بلمح البصر، ورغم ذلك لا يزال يعانون من مشاكل لا يمكن التقاضي عنها مثل العنصرية والتمييز وانتهاك حقوق الانسان وغيرها الكثير.!