تعتبر ايران هي مصدر الخطر الحقيقي على دول الخليج خصوصا وبقية دول الوطن العربي عموما، وهذا الامر لم تخفه ايران ولم تتنصل منه، واعلنته بشكل مباشر على مدى سنوات طويلة وفق برنامجها القائم على «تصدير الثورة» الى شتى أصقاع الارض، وهو برنامج يقوم على أساس الانتشار المذهبي والتوسع الجغرافي، حيث وضعت لنفسها موطئ قدم في عدة دول منها، جنوب لبنان، سورية، اليمن، العراق، ولها اتباع ناشطين في دول السعودية، الكويت، البحرين، كما ان لها خلايا غير نشطة في دول الاردن، مصر، المغرب، الجزائر، موريتانيا، تونس، وامتد نشاطها إلى دول افريقية و دول اوروبا الشرقية حيث تنشط هناك من خلال مشاريع دعوية، كما ان لها نفوذ واضح في القارة العجوز وبريطانيا واميركا، وهذا الامر باتا واضحا للغرب من خلال المعطيات على أرض الواقع.
ايران اثارت مخاوف الدول العربية والتي عبر عنها صراحة الملك عبدالله بن الحسين في العام 2004 عندما تحدث مع صحيفة «واشنطن بوست» وابدى تخوفه من «الهلال الشيعي» بوصول حكومة عراقية موالية للنظام الايراني تتحالف مع نظام البعث في سورية ويمتد نفوذها الى جنوب لبنان ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة بحسب وصفه، لتثبت ايران ان طموحها اكبر من تكهنات الملك الاردني بكثير وهذا ما هو حاصل الان.!
الصدام العسكري مع ايران غير مجدي من قبل الدول العربية، وهو قرار مرفوض من قبل الدول الغربية التي لا تحبذ الدخول في حرب مع ايران سواء كانت مباشرة ومفتوحة او غير مباشرة على قرار الحرب الروسية الاوكرانية، اذ يرى الغرب ان هناك فارق كبير في القدرات العسكرية ما بين ايران والدول العربية، كما ان لدى ايران مراكز نفوذ تخترق العمق العربي، اما مهادنة «نظام الملالي» فهو لم يعد حلاً ناجعا، وتبقت خيارات محدودة يمكن المراهنة عليها، اهمها وابرزها تقسيم ايران إلى 7 دويلات وهذا الامر تفهمه جيدا الأنظمة العربية.