الأحد، 30 يونيو 2024

عملاء «صدام» العرب

 



 

قبل فترة اطلعت على بعض من ملفات المخابرات العراقية في زمن حكم صدام حسين، وقد احتوت على معلومات تفصيلية عن اسماء المخبرين الذين جرى تجنيدهم في عدد من الدول الخليجية والعربية، منهم أمراء، شيوخ، برلمانيين، سياسين، مسؤولين، صحفيين، رجال أعمال، وقيادات امنية وعسكرية وآخرين.! 

الملفات احتوت على تفاصيل دقيقة عن المخبرين المجندين والأدوار المناطة بهم، إضافة إلى الأكواد، كلمات السر، الأسماء الحركية، ضباط الارتباط، عدد المعلومات والبيانات التي يقدمها، تقييم نشاطه واجتهاده وقيمة المبالغ المالية التي تحصل عليها في البنوك العربية والاجنبية الموثقة بكل البيانات التفصيلية

المخابرات العراقية لم تترك شاردة ولا واردة عن حياة العملاء الذين يتم تجنيدهم، ابتداء من اسم الشخص الذي تولى عملية إقناعهم مرورا ببيانات تفصيلية عن حياتهم الشخصية والأسرية عبورا الى وضعهم الاقتصادي والسياسي وانتهاء بحالة النشاط، وقد دونوا ملاحظات ضباط الارتباط مشفوعة بتحليل استخباراتي يقيم اداء العميل ومصداقيته إضافة إلى أهميته والدرجة التي تمنح له ما بين بقية العملاء بحسب التراتبية المعمول بها.

تجنيد العملاء ودفع الاموال لهم مقابل تقديم معلومات امنية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ورصد تحركات المسؤولين والقيادات السياسية والامنية وتنفيذ المخططات التخريبية هو جزء من الاعمال التي اسندت إلى العملاء، وقد كانوا يهتمون بجمع البيانات لتصنيفها وتحليلها ثم دراستها والخروج بتوصيات حول السبل الممكن الاستفادة منها، كل ذلك وأكثر كان يهمهم ليخدم مشروع النظام الحالم

القائمين على الجهاز حرصوا على تقديم الاموال بمواعيدها إلى العملاء، منهم من يحصل على مستحقاته عبر تحويلات بنكية والبعض الاخر نقدية او عبر التكفل بقيمة صفقات تجارية خارجية تسجل باسم شركات العميل.!

عرفت هوية بعض العملاء العرب، منهم من توفاه الله ومنهم ما يزال على قيد الحياة وهم من علية القوم ولهم مكانتهم الاجتماعية ويشكلون ثقلا اقتصاديا هائلا في بلدانهم ويتمتعون بعلاقات وطيدة مع القيادة السياسية في بلدانهم.!