الخميس، 12 ديسمبر 2024

إيران أرض مقدسة

 

يعتقد الكثير من المهتمين بالشأن السياسي أن إيران تعادي الغرب عموماً وأميركا وإسرائيل خصوصاً، وأنها في حالة حرب دائمة معهم، وهذا الأمر مغاير للحقيقة، إذ إن الغرب ينظر إلى إيران بنظرة إجلال وإكبار، ولها دور مهم في العالم قد يفوق أهمية وجود الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ذات ما تراه إسرائيل التي تعتبر أن أرض إيران مقدسة بحسب فتاوى أصدرها مجموعة من الحاخامات اليهود لاعتبارات دينية، أهمها وجود أضرحة أنبياء من بني إسرائيل وهم «دانيال، حزقيال، حبقوق، يوشع، إرميا، صموئيل، قيدار، سلام، سلوم، سهولي، القيا»، ناهيك عن اعتبارات تاريخية، أهمها أن اليهود الذين تم فك أسرهم عقب السبي البابلي في عهد «نبوخذ نصر»، الذي سقطت مملكته على يد الإمبراطورية الأخمينية في معركة «أوبيس»، وأنهى «كورش الفارسي» السبي، وسمح بعودة المهجرين إلى مملكة يهوذا «يهود مديناتا» ونصب الأمير «زربابل» حاكماً على المملكة و«يشوع» الكاهن الأعظم، كما دعم عملية بنائهم هيكل سليمان الثاني، وهذا ما يدفعهم إلى توقير إيران التي تعتبرها أرضاً مقدسة ولها فضل عظيم على اليهود.

وفي الوقت الراهن، هناك علاقات سرية مكشوفة تربط إيران مع إسرائيل في مجالات عدة، منها التعاون الاستخباراتي بشأن تبادل المعلومات، تنسيق العلاقات المشتركة في سبيل تحقيق المصالح العليا التي تسبق تقسيم منطقة الشرق الأوسط، نشر الفوضى الخلاقة في الدول العربية عبر دعم وتدريب الجماعات المتطرفة واحتضان قياداتهم، تنسيق أمر الضربات العسكرية الدعائية بين البلدين.

أما على صعيد العلاقات الإيرانية الأمريكية، فهي تعتبر علاقة عميقة وبالغة الأهمية، وقد شهدت هذه العلاقة العديد من الفضائح السياسية، من أهمها وأكبرها تلك التي وقعت في ثمانينات القرن المنصرم في صفقة «إيران غيت»، حيث قامت إدارة الرئيس رونالد ريغان ببيع أسلحة لإيران لدعم ترسانتها العسكرية في حربها مع العراق رغم الحظر المفروض، وتم تحويل قيمة الصفقة من المال لدعم مقاتلي «كونترا» في نيكاراغوا، إضافة إلى فضيحة لاحقة في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، تكمن في منح الإقامة الدائمة لحوالي 5000 شخص جميعهم من المسؤولين الإيرانيين وأبنائهم، ومنهم ابنة قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني، وآخر تلك القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً هي إفراج أميركا عن 400 مليون دولار من الأموال الإيرانية التي جرى تجميدها بعد إسقاط شاه إيران المقبور محمد رضا بهلوي وتولي نظام الملالي مقاليد السلطة بقيادة روح الله الخميني، الذي جاء من باريس على متن طائرة فرنسية أقلته مع مرافقيه وعدد من ضباط المخابرات الغربيين وضابطين من ضباط المخابرات الليبية، مما يدحض كذبة العداء المعلن.!