الأربعاء، 4 يونيو 2025

نايف بن نهار.. كافر


تابعت الهجمة الشرسة على الأخ نايف بن نهار في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بلغ بعضها إلى حد تكفيره واتهامه بالزندقة من قبل بعض الملتحين «الزقمبية» الذين جندتهم أجهزة أمنية ومن أبواق الأنظمة القمعية والديكتاتورية، و لم يكن السبب أنه أنكر معتقداتهم أو واجه مفاهيمهم المغلقة ولا لأنه انتقد رموزهم أو أساطيرهم التي لا تزال تعبد في عقولهم مثل هُبَل، اللاّت، العُزّى، مناة، و ودّ، بل لأنه ببساطة اختار أن يفكر بحرية، ويعبر عن قناعاته بوضوح وصدق، وهذا في نظر المنظومة السلطوية خطيئة لا تغتفر. 

وكأني أرى بأعين الخيال مطايا المخابرات وبهائم الأنظمة الديكتاتورية يزبدون ويرعدون، ولسان حالهم يصرخ في وجهه قائلين «يا ابن نهار لقد جئت شيئاً إدًّا» كيف تجرؤ؟ كيف تحيد عن الدرب المرسوم؟ كيف تفكر خارج هوى الأسياد؟ أتظن نفسك حراً إلى هذا الحد؟ كيف تسمح لأفكارك أن تظهر علانية في زمن الصمت؟ أتريد تحطيم الأصنام التي نعبد؟ هل تريد أن تهدم المعبد على رؤوسنا وتعري سوءتنا التي بنيناها على الطاعة والانقياد؟ أتريد الخروج من الشرنقة لتبث فكراً يقض مضاجع آلهتنا ويزلزل أركان وثنيتنا الحديثة..؟!

ويستطرد أولئك المتفذلكون في أقوالهم بعبارات «حلمنتيشية» قائلين: قبحك الله يا ابن نهار.. افكارك دنستها رياح الإخوان، وربما تتلمذت في ظلال المعتزلة، ولا يستبعد أنك قد تنشقت شيئاً من خبث الحلولية، ومن يدري لعل فيك شيئاً من الباطنية، أو هرطقات النصيرية، فكل ما تعجز عقولهم عن استيعابه يوسمونه بالضلال، ويصبغونه بالخطر، كأن الجهل في قلوبهم معيار، والفهم جريمة لا تغتفر.

ختاماً، نايف بن نهار ليس متمرداً يحمل السلاح، ولا ثائراً يسعى للسلطة، بل هو مفكر وأسمعت أفكاره من به صمم، ومضت كلماته كوميض برق في ليل كثيف لتوقظ العقول التي استمرأت الظلمة، وقال ما يجب أن يقال في وجه صمتٍ طويل اعتاد الناس تسميته حكمة.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق