الخميس، 15 فبراير 2024

أخطاء أحمد النواف ونوابه

 

سمو الشيخ احمد النواف رجل طيب، مهذب، خلوق، لا يحب الصدام وكان يسعى إلى احتواء الجميع مفضلا ان يعمل بنهج جديد قائم على التسامح، ومن الاخطاء الفادحة التي وقع فيها و زملائه في الحكومة السابقة هي عدم المواجهة بكل قوة وحزم لمخلفات العهد السابق، وتفتيته الخلايا السرطانية التي اوجدها مرزوق الغانم و فريقه على مدى 10 سنوات والتي استطاع خلالها من التغلغل في مختلف وزارات الدولة مما ساهم بتمكينه من ادارة الدولة وتحكمه في مفاصلها.

اما نوابه الذين اعتمد عليهما و اسند اليهما المهام الكبرى فكان كلا منهما يسبح في فلكه، فمثلا الشيخ طلال الخالد يركز على العمل الإعلامي واخذ يوزع الترقيات ويغدق على منتسبي الداخلية من المتقاعدين بالدعم والإكراميات ليصبح عمله منحصرا بين الترقيات و الزيادات بهدف شراء الولاءات بقرارات شعبوية، اما الشيخ احمد الفهد فقد كان يعمل بهدوء و «يمشي تحت الساس» ابتعد عن الإعلام و ركز على متابعة بعض الملفات التي تهمه مثل العفو عن المهجرين و السجناء، اعادة الضباط المستبعدين، بناء علاقات خاصة ودقيقة جدا وفي حيز محدود مع «نبش» بعض ملفات الفساد التي من الممكن ان ترفع اسهمه السياسية وتزيد من رصيده الشعبي.

الشيوخ الثلاثة المتحالفين كان من الممكن ان يكون لتحالفهم دور مستقبلي بالغ الاهمية لو انهم عملوا متحدين وفق خطة عمل مشتركة، إلا ان اقصائهم من المشهد السياسي جاء نتيجة لعدم وجود رؤية مشتركة وبرنامج عمل واقعي يدعم وجودهم ويثبت اقدامهم نحو المستقبل الذي كانوا يتطلعون له.

اما خصوم الشيوخ الثلاثة، فهم أضعف بكثير مما يضنون، وأمر تفكيكهم وتشتيتهم كان ممكنا وبكل سهولة و يسر، و لم يكونوا بحاجة إلى اكثر من اشهر ثلاثة ينهون فيها نفوذ الدولة العميقة ويجتمعون مع ابناء عمومتهم لتوحيد صفوفهم وترتيب بيت الحكم، ثم يطلقون برنامج صناعة المستقبل.

كان البعض يتذرع بقوة مرزوق الغانم ونفوذه وذكائه وقدرته على افتعال الأزمات وخلق الكوارث وتنسيق التكتلات السياسية إلى حد انهم جعلوا منه «سوبر مان عصره وزمانه»، وهو في واقع الأمر صنيعة السلطة التي تبنته وجعلته هراوة لترهيب الشيوخ الطامحين نحو كرسي الامارة، وكان من السهل جدا انهائه سياسيا و اقتصاديا وتحويله من «هامور» إلى «زوري» وتنتهي معه حقبة سيئة يظل التاريخ شاهدا عليها.

اعتماد الشيوخ الثلاثة على قدراتهم الشخصية في التخطيط والتدبير واستعانتهم ببعض من حاشيتهم كان له اثر سلبي عليهم، بينما هم كانوا بحاجة إلى فريق استشاري يعمل من الخارج في رسم الخطط والإشراف على تنفيذها من خلف الكواليس، فمن هو في وسط «المعمعة» لن تكون الرؤية واضحة له ولن يكون سهلا عليه الوصول لمبتغاه بسبب الضغوط وتداخل الملفات وكثرة المهام والمهمات واشياء اخرى.


0 التعليقات:

إرسال تعليق