الثلاثاء، 24 يونيو 2025

الحرب وضعت أوزارها


ايران استعرضت عضلاتها وكشفت للعالم عن ضخامة ترسانتها، واخرجت من باطن الارض صواريخها في حرب استعراضية صممت بإخراج مدروس تحت اشراف واشنطن وبقية رعاتها، السيناريو خلى من الأهداف الموضوعية مثل تغيير نظامها، تأديب طغاتها، كسر شوكت حرسها وجيشها او تفكيك اوصالها، وقد ظهرت نوايا الحرب جلية لمن يقرأ ما بين السطور وهو تسديد جزء من فاتورة حرب الإبادة على غزة والتمهيد لإعلان إيران دولة نووية وقوة إقليمية.

كنت على يقين لا يتزعزع بأن القوى الغربية لا تسعى لتفكيك إيران، ولا تهدف إلى إسقاط نظامها أو تقسيم أوصالها، إذ إن بقاء هذا الكيان المتغطرس بجبروته الصاخب يخدم مصالح الغرب الاستراتيجية، فوجوده يبرر استمرار تواجد قواعدهم العسكرية ويبقى الإقليم رهينة التهديد والفوضى، في مشهد مدروس من عدم الاستقرار المزمن الذي يراد له أن يمتد لعقود طويلة لتظل المنطقة سوقاً دائمة للهيمنة والتدخل.

في داخلي امنيات تنصب في خانة تفكيك ايران وتقسيمها إلى 4 دول، يستعيد العرب الأحوازيين ارضهم، والبلوش ينعمون بالحرية والاستقلال، والحال ذاته مع الأكراد وتعود إيران إلى حدود بلاد فارس التاريخية ويقضى على قوتها وينتهي نفوذها، إلا أن الواقع المر فرض نفسه وستبقى الامنيات مجرد أحلام يصعب تحقيقها في ظل التشظي الحاصل في التنظيمات السياسية في المهجر، والتي ترفض الاتحاد والانصهار في كيان واحد لأسباب تافهة وسطحية مثل حب السلطة والرغبة في تسيد المشهد والظفر بمكاسب مالية وتحقيق مصالح شخصية على حساب القضية الأم، وهذا ما انا شاهد عليه واعرفه والجميع يعلمه إلا أن القليل يعلنون عنه والكثير من اولائك المتسلقين ينكرونه حتى لا يفقدون مصدر من مصادر الكسب الرخيص.!

في داخلي رغبة دفينة تتوق لرؤية إيران مفككة وممزقة إلى 4 كيانات مستقلة، يستعيد فيها العرب الأحوازيون أرضهم السليبة، وينعم البلوش بالحرية التي حرموا منها عقوداً، ويبلغ الأكراد حلمهم بالدولة، وتعود إيران إلى حجمها الطبيعي ضمن حدود فارس التاريخية، فتجتث أنيابها ويقَض نفوذها الذي أثخن بلاد العرب جراحاً.

لكن مرارة الواقع تصفع هذا الحلم، إذ تقف التمزقات الداخلية في صفوف المعارضة حجر عثرة لا يزاح، تنظيمات متشرذمة في المهجر، عاجزة عن الاتحاد، مبتلية بأهواء شخصية تافهة مثل عشق الزعامة، وركض خلف المال، واستغلال القضية لمكاسب فردية وضيعة، و قد عايشت ذلك عن كثب وأعرف التفاصيل التي يدركها الكثيرون إلا أن قلة فقط تجرؤ على قول الحقيقة، بينما يلوذ المتسلقون بالصمت المريب أو الإنكار الجبان تقاءً لضوء الحقيقة الذي يفضح عريهم الأخلاقي، فهم يلتهمون فتات الخيانة من موائد الارتزاق، مطأطئي الرؤوس، وبطونهم منتفخة بالذل والمهانة، يبيعون القضية جهاراً في سوق الرخص، ويقايضونها بمكاسب تافهة، ويرهنونها لمنافع دنسة، بلا خجلٍ من خيانة ولا حياءٍ من خالق، كأن الشرف عُزل عن نفوسهم، والعار غُرس في وجدانهم.


0 التعليقات:

إرسال تعليق