الخميس، 29 ديسمبر 2022

الأحواز وتزييف التاريخ

 

استكمالا للمقال السابق الذي نشرته تحت عنوان «الأحواز وتدليس د. هشام العوضي»، ارتأيت أن من المفيد توضيح بعض النقاط المهمة ومنها، بعد احتلال الأحواز في ابريل 1925 وسقوط حكم خزعل بن جابر وهذا مبحث آخر لن اخوض فيه بهذا المقال، بل ما أود التركيز عليه هو محاولات تزييف التاريخ وتشويهه من قبل ايران وعملائها.

ولان تزييف التاريخ حرفة امتهنها اولائك المرجفين فقد حق علينا توضيح الحقيقة، إذ عانت الأحواز و عانى معها الاحوازيين ومنذ عشرات السنين من الاضطهاد وطمس الهوية وتزييف التاريخ بسبب الاحتلال الإيراني وأدواتهم في الداخل وفي الخارج من المتجنسين بجنسيات أخرى الذين روجوا إلى العديد من الادعاءات الباطلة، ومنها مثلا تغيير المسمى من الأحواز إلى «عربستان» وتعني ارض العرب ثم إلى «خوزستان» وجرى تغيير مسميات كبرى المدن والمحافظات مثل المحمرة إلى «خرمشاه» و الفلاحية أصبحت «شادكان»، و مدينة سوس التي كانت إحدى عواصم حضارة عيلام اصبح اسمها «شوش» لاحقا وفيها دفن نبي الله دانيال عليه السلام، و عبادان التي كانت مركزاً تجاريًا يتوافد عليها العرب من كل الأقطار للتبضع والسياحة واصبح اسمها اليوم «آبادان» وغير ذلك من الأمثلة كثير، إضافة إلى ترويج اقوال دفعت الحكومة الايرانية ثمنا باهظا بسببها ومنها ان الأحواز جزء من العراق مستغلين جزئيتين وهما تقارب الانساب وتشابه اللهجات، وهي المقولة التي استقلها فيما بعد صدام حسين وادعى ان حربه على ايران هدفها استعادة أراضي بلاده وهي ذات الحجة التي تحجج بها في غزوه للكويت وخرج منها مدحورا.

اما الادعاء الآخر هو ان الاحواز وخلال فترة حكم عائلة «مرداو» واخر سلالتهم في الحكم خزعل بن جابر كان يحظى بالاستقلال الاداري لكنه يتبع الدولة الفارسية، وهذه حقيقة مجتزأة وجب استكمالها وهي ان ايران كانت وبحكم قوتها العسكرية قد احتلت الأحواز ثم وافقت على الاستقلال الإداري المشروط بدفع الضرائب للحكومة في طهران، ولان في ذلك الوقت لم تكن قد انشأت عصبة الأمم بعد ولم يكن هناك منظمات دولية بل كان قانون الغاب هو السائد عالميا تداخلت على آثر تلك الأوضاع الأزمات وضاعت الحقوق، خصوصا بعد ظهور النفط في مسجد سليمان في العام 1909 إذ تعهدت الحكومة البريطانية إلى خزعل بن جابر حفظ حكمه وحماية ملكه وتقديم ضمانات مستقبلية لحصوله على الاستقلال الكامل وهو الامر الذي لم يتحقق فعليا بعد أن جرى خطفه واسره على يد الجنرال الهالك فضل زاهدي إبان حقبة حكم المقبور رضا بهلوي

ومنذ الأربعاء الأسود الموافق 25 ابريل 1925 سعت ايران عبر كل ادواتها وأذرعها إلى طمس الهوية العربية في الأحواز، وقد حاولوا مرارا وتكرارا «تفريس» الاحوازيين وتهجيرهم من ارضهم بشتى الوسائل والطرق إلا انهم فشلوا فشلا ذريعا، واذكر جيدا البرقية السرية التي جرى تسريبها من مكتب المجرم محمد خاتمي خلال زمن توليه الرئاسة دعى فيها إلى تهجير العرب من ارضهم وقد حدثت انتفاضة كبرى حينها تم قمعها من قبل النظام الإيراني، لذلك اقول ان شمس الحقيقة لا يغطيها منخل مدعي معرفة التاريخ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق