الجمعة، 3 نوفمبر 2023

فلسطين ليست قضيتنا

 

خرج علينا حسن نصر الله من جحره الذي حفر له تحت باطن الارض ليلقي خطابا «حلمنتيشيا» ارعد وازبد فيه، متوعدا ومهددا بالقول لا بالفعل، وهذا ما كان متوقعا من جربوع تتحكم فيه ايران وتوجهه بحسب ما تقتضيه حاجتها، وسيتم التخلص منه متى ما ارادت له ذلك، كما هو الحال مع المقبور قاسم سليماني وغيره، وفي هذا المنشور تفاصيل عن دوره والواجبات المناطة به.

حزب الله في بداية تأسيسه كان قد اخذ طابعا عروبيا وقوميا بصبغة دينية ومذهبية، ووجدت ايران فيه ضالتها، بعد ان نجحت في ازاحة مؤسسه المرجع الشيعي المعروف محمد حسين فضل الله وتصفيه الشيخ حسن راغب، واغتيال عباس الموسوي واقصاء المرجع الشيعي صبحي الطفيلي.

خبراء جهاز المخابرات الايراني «اطلاعات» درسوا الحالة السياسية في لبنان، وتمكنوا من التوصل الى قناعة بجدوى الاستحواذ على الحزب وتغيير ايدلوجيته السياسية والعسكرية، وتحويله الى ذراع عسكري لتنفيذ اجندات ايران في لبنان، وكان لها ذلك بعد ان وجدت ضالتها في حسن نصر الله الذي كان سهلا تطويعه وضمه تحت جناح الحرس الثوري الايراني، وتحريكه بحسب ما تقتضيه الحاجة كما لو كان بيدق على رقعة الشطرنج.

كل الادوار التي لعبها «حسن زميرة» منذ العام 1992 وحتى يومنا هذا رسمت له بشكل دقيق، واثبت لنظام «الملالي» بانه الطالب المطيع الذي لا يحيد عن الطريق، لا يناقش ولا يجادل فيه «السكريبت» المكتوب له، ولا يدقق عليه او يعدل فيه، هو فقط يتدرب على قراءة النص المطلوب منه تصويره كما لو كان «كومبارس» يؤدي دورا ثانويا في فيلم صامت.!

خطاب حسن نصر الله اليوم وكل خطاباته السابقة لا تعبر عن وجهة نظره ولا عن رأيه الذي لا يملكه اساسا، انما يعبر عن وجهة نظر ايران، وقد جرى استخدامه اليوم بصورة هزلية من خلال خطاب ضعيف وسطحي بهدف ايصال رسالة الى الانظمة الغربية، التي كانت تترقب خطاب «زميرة» على احر من الجمر للتعرف على وجهة نظر ايران، التي اعطتهم ضوءا اخضرا في التحرك وفعل اي شيء، باعتبار ان القضية الفلسطينية ليست قضيتها، وان كل تلك الشعارات للاستهلاك الاعلامي.

الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة، يعلمون جيدا ان لا جدوى من ايران واحزابها ومليشياتها، وهم على قناعة ان النظام الايراني يسير على مبدأ «قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم»، اذ ان الفرس ينظرون بازدراء شديد للشعوب العربية والقوميات غير الفارسية، لذلك هم لم ولن ينتصروا لأي قضية عربية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق