الخميس، 9 نوفمبر 2023

العبرية.. والترجمات العربية

 

اللغة العبرية لغة سامية من الفرع الكنعاني، وكانت دارجة عالميا، ومرت بمنعطفات عدة منها في القرن العاشر قبل الميلاد والتي كانت في أوج توهجها، وفي القرن الخامس قبل الميلاد بدأت تنقرض تدريجيا، وحل محلها اللغة الآرامية كلغة تخاطب وأدب، بينما ظلت العبرية تستخدم كلغة دينية، ثم مرحلة العبرية التلمودية المتأثرة في الآرامية، بعد ذلك انتقلت الى العصر المسورتي الطبري والتي شهدت تشكيل وتنقيط الحروف، وازدهرت العبرية في عهد الدولة الاندلسية حيث تضاعف الانتاج الادبي وسمي حينها بعهد «الادب العبري الوسيط»، وخلال القرن الثامن عشر للميلاد حاول المتنورين تحويل العبرية من لغة كتابة وإنتاج إلى لغة حديث، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، اما في العهد الحديث وللمحافظة على اللغة العبرية أسس الأديب واللغوي إليعيزر بن يهودا مجمع اللغة العبرية في القدس العام 1889 وهو اشبه بمجمع اللغة العربية في مصر، وعمل على تجميع وبحث المفردات العبرية بكل فتراتها ومستوياتها، ابتداء بالقواعد مرورا بالخط، وانتهاء بالكتابة والنسخ.

المقدمة السابقة هي محصلة مختصرة للبحث الذي قمت به عن تاريخ اللغة العبرية، ليقيني بأهمية الاطلاع على افكار ومعتقدات النخب من الاكاديميين الاسرائيليين، والتعرف على آرائهم بصورة متجردة، وكان من الصعب الوصول الى الهدف المنشود دون الاستعانة بوسيط يملك المؤهلات العلمية والاكاديمية، وقد صادفت في فضاء العالم الافتراضي شخصية أكاديمية محترمة ومعتبرة وهو د. أحمد سليمان من جمهورية مصر العربية، والذي يقدم دروسا في اللغة العبرية عبر قناته في يوتيوب وبقية مواقع التواصل الاجتماعي.

تحدثت مع د. أحمد سليمان، حول نشأة اللغة العبرية ومراحل تطورها، ثم عرجنا الى الصحافة العبرية واهمية ترجمة المقالات والتحاليل السياسية والاقتصادية والثقافية لمعرفة ما يدور في الداخل الاسرائيلي، خصوصا وان الاعلام العربي لا يقوم بتوفير محتوى اكاديمي وتحاليل واقعية بمهنية عالية ولا ينقل الآراء المعتبرة انما يركز على العناوين العامة، إضافة الى حاجتنا للتعرف على الطريقة التي يفكر بها الاكاديميين واصحاب الرأي المعتبرين والمحللين المؤثرين.

الحالة الامنية في منطقة الشرق الاوسط تستدعي اليوم استعانة الحكومات العربية بخبرات وامكانيات الاكاديميين والمترجمين المحترفين المتخصصين في اللغة العبرية مثل د. أحمد سليمان وغيره، وتوكيل مهمة ترجمة المقابلات التلفزيونية والاذاعية، و المقالات والتحاليل السياسية والعسكرية والاقتصادية، لاستقراء الاوضاع المستقبلية للمنطقة، بصورة واضحة وشاملة، بعيدا عن الاراء السطحية والتافهة التي يطرحها المحللين المأجورين والمفلسين من الباحثين عن المال والشهرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق