الخميس، 25 يناير 2024

مرزوق غير ..


الأخ النائب مرزوق الغانم من الشخصيات المثيرة للجدل، وسبق ان كتبت مقال عنه أكدت فيه على انه ليس سياسي ولا يملك المؤهلات التي تعينه لبلوغ حلمه، لذلك وجدت ان من المناسب تقيمه من خلال كتابة سلسلة من المقالات النقدية التي أتمنى ان يستفاد منها إذا كان جادا في مساعيه على شرط ان يعين نفسه لبلوغ مرحلة النضج، وحتى لا يفسر ان ما اكتبه هو انتقاص من شخصه الكريم بسبب خلافي المعلن مع شقيقه «خالد» فإنني هنا أتجرد من كل المشاعر السلبية واكتب بحيادية تامة وموضوعية بعيدا عن الشخصانية، لذلك أتمنى ألا يزج الذباب الإلكتروني انفه في الموضوع باعتبار ان ما اكتبه اعلى من مستواهم بمراحل متقدمة جدا

بداية يجب ان نقر ان الأخ مرزوق الغانم يتمتع بمستوى عالً من الذكاء يفوق الكثير ممن خاصمهم، يجيد خلق الصراعات والفتن ولكن لا يستطيع السيطرة عليها، يصنف باعتباره «دفيع جاد» ويستمتع بشراء ولاءات المحسوبين على خصومه، مغامر ولا يحسب تبعات مغامراته فان نجح فهو بذلك يحصد نقطة وان اخفق فهو لن ينهار، يستمد قوته من والديه السيد علي الغانم والسيدة فايزة الخرافي لاعتبارات أسرية و اقتصادية، والاهم هو انه إنسان طموح ولديه أحلام كبيرة ومنها ما كان يتداول عنه انه في مرحلة دراسته الثانوية كان يعلنها صراحة أمام اصدقائه انه سيكون اول رئيس وزراء شعبي، وقد حقق جزء كبير من طموحه اذ حظي بدعم غير مسبوق من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الذي منحه صلاحيات لم يتمتع بها احدا من قبله وأظن لن تكون لشخص آخر من بعده، اذ كان الأمر الناهي في البلاد والمتحكم الأول في قرارات مجلس الوزراء وقد احكم قبضته على مجلس الأمة إلى حد انه كان يتعامل مع زملائه النواب وكأنه الناظر وهم التلاميذ.! 

استغل مرزوق الغانم الصراع الحاصل ما بين ابناء الأسرة الحاكمة الطامحين نحو كرسي الإمارة وطوعه لمصلحته، و رأى فيه الشيخ صباح الأحمد القدرة على إدارة المشهد وتفتيت نفوذهم السياسي، الاقتصادي، الرياضي، و تأثيرهم الإعلامي، مما كون لديه قناعة ان السلطة لن تتخلى عنه كونه المتحكم الأول في خيوط اللعبة، لكن تجري رياح «النظام» بما لا تشتهي سفن «مرزوق» الذي لم يعي انه هراوة بيد النظام الهدف استغلاله لفترة معينة.!  

الصفعة التي تلقاها مرزوق الغانم من النظام كانت بمثابة درس سياسي مهم له، إلا انه وكعادته لم يستفد منه شيئاً فهو لا يزال يسير بذات النهج والأسلوب الذي بدأ فيه مشواره في العمل السياسي، لذلك نجده يتخبط في تحركاته وغير موزون في أقواله والدليل هجومه على سمو الشيخ أحمد النواف بعد حكم المحكمة في دستورية حل المجلس ووصفه إياه بانه خطر على الكويت وما إلى اخره من هراء وطرح سطحي سقيم، فقد كان الأجدى به ان يتمعن في معاني خطاب الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه والذي ألقاه نيابة عنه شقيقه الامير الحالي سمو الشيخ مشعل الأحمد الذي شخص الحاله واختار العلاج الناجع.


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق