السبت، 24 فبراير 2024

الرديني و الأخطاء التاريخية

نشر الاخ الفاضل فايز نايف الرديني مقطع فيديو يتحدث فيه حول قصة تاريخية ابطالها «الشيخ خزعل الكعبي، الشيخ مبارك الصباح، صقر الغانم» وادعى استناده على معلومات تاريخية استقاها من مصادر مختلفة بما فيها الوثائق البريطانية، وأشار إلى ان الشيخ خزعل الكعبي هو من وشا في صقر الغانم لدى الشيخ مبارك الصباح انتقاما منه لان القراصنة الأحوازيين في خور عبدالله اشتكوا من تصديه لهم ورفضه قبول الدعوة التي دعاه اليها بعد ان فطن إلى ان لهذه الدعوة مآرب اخرى، لذلك انتقم منه و وشا به لدى صديقه الشيخ مبارك الصباح.

الاحداث السابقة لا تمت للواقعة بصلة أبدا، وللقضية تبعات امنية وسياسية معلومة تماما لدى القاصي والداني، وتفنيدا لهذه الوقائع وجب الرد على اهم المغالطات، ومنها في البداية تضارب التواريخ حول بعض من ذكر اسمائهم ومنهم يوسف الابراهيم المتوفى العام 1906 والحادثة وقعت في العام 1910، ثانيا الشيخ خزعل الكعبي كان اول حاكم في المنطقة يملك جيش نظامي ولديه نفوذ في البر والبحر وقد اعتقل «عبدالله السلاب» الذي سمي خور عبدالله باسمه نتيجة لاعمال القرصنة التي اشتهر بها وجرى سجنه في سجن الفيلية، ولم يكن لدى صقر الغانم ولا غيره لا القدرة ولا القوة على حماية المراكب والسفن او حتى صد القراصنة.

وفيما يخص مفردة «الوشاية» فهي غير دقيقة أبدا، والأصح هو ان الشيخ خزعل الكعبي نقل إلى صديقه الشيخ مبارك الصباح معلومات إستخباراتية حول نوايا صقر الغانم، وتم التعامل مع القضية بطريقة امنية وانتهت إلى ما انتهت اليه، ولا اظن ان «الرديني» يقصد ان الشيخ مبارك الصباح «سمل عيون صقر الغانم» ليغطي على الخديعة التي وقع بها حسب ادعائه، ومثل «مبارك» لا يخدع ولا يحتاج للتورية او الهروب إلى الوراء، فهو حاكم شديد البأس ويحكم بما يمليه عليه ضميره وما يستقر عليه وجدانه وليس لاحد سلطة ولا سلطان على أحكامه.

ختاما، اتمنى ان تكون رواياتك القادمة اكثر دقة، خصوصا إذا استندت على المصادر الإنجليزية التي تحتاج إلى ترجمة احترافية وليس «ترجمة Google»، لان بعض المفردات عندما تترجم تغير من اصل الموضوع وتحرفه وتغير من معناه وتهدم ركن اساسي وتضرب مصداقيتك، خاصة وانك باحث دكتوراه في الاقتصاد السياسي وتعلم يقينا مدى اهمية الدقة في النقل قبل المناقشة او النشر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق