الخميس، 16 يونيو 2022

الحرية جريمة


 تابعت الندوة التي اقامتها جمعية فناني الكاريكاتير الكويتية والتي حملت عنوان «النقد في الكاريكاتير» بمشاركة الفنانين علي فرزات و فاضل الرئيس وادار الحوار الفنانة سارة النومس، بدأ الحوار بنبذة تعريفية عن مسيرة كلا الفنانين وابرز المحطات في حياتهما العملية ومعاناتهما مع مقص الرقيب، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فمن واقع مزاملتي للفنان فاضل الرئيس في جريدة القبس لقرابة 5 سنوات اذكر جيدا كيف ان بعض رسوماته حظر نشرها وبعضها الاخر يلام عليها بعد نشرها

الفنان فاضل الرئيس ومجموعة من رسامي الكاريكاتير العرب تلقوا قبل سنوات دعوى من الحكومة الامريكية وشاركوا بعدة معارض كاريكاتورية وقدموا ورش عمل فنية لاقت قبولا كبيرا من قبل الامريكيين، ولمسوا الفارق الكبير بين الحرية المطلقة في الصحافة الامريكية ومساحة الحرية المقننة في الصحافة العربية والتي تحولت من صحف شبه حرة في الماضي القريب الى صحف علاقات عامة وصحف تخدم مصالح أفراد.

الكويت في ثمانينيات القرن الماضي احتضنت الكثير من اصحاب الاقلام الحرة امثال الشهيد ناجي العلي «حنظلة» الذي طلب منه مغادرة البلاد نتيجة ضغوط مارسها ياسر عرفات، اضافة إلى الشاعر الثائر احمد مطر الذي عرف بزاويته «لافتات» والذي طلب منه هو الاخر مغادرة الكويت بضغط من صدام حسين

ان حرية الكلمة في الدول العربية عموما اصبحت جريمة يعاقب عليها القانون، وتنظر إليها الانظمة الحاكمة بعين الريبه والشك، لذلك شهدنا نزوح اصحاب الآراء الحرة من اوطانهم باتجاه الدول الغربية هرباً من احكام جائرة طالتهم بسبب «كلام» لا يسمن ولا يغني من جوع.! 

الانظمة العربية بصفة عامة تضيق صدورهم من النقد، فهم يولون اهتماما خاصة إلى المديح والثناء، ويفضلون المنافقين على الصادقين، ويقربون الافاكين ويقصون الصالحين، ويقدسون الكذابين ويعادون الناصحين، لذلك نجد ان معظم الدول العربية نخر الفساد في مفاصلها وأصبحت دول ضعيفة يسود فيها الظلم.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق