الخميس، 6 يوليو 2023

مرزوق .. «مش سياسي»

 

تابعت وعلى مدى سنوات طويلة عمل واداء الكثير من البرلمانيين العرب والاجانب، ومن ضمنهم الاخ مرزوق الغانم الذي كان ولازال من اكثر الشخصيات اثارة للجدل، فهو دائما يسعى الى ان يكون مختلف عن زملائه، بافتعاله ازمات ودخوله في صراعات هو ليس طرفا فيها، وقد اختلق لنفسه خصومة من ابناء الاسرة الحاكمة وفي مقدمتهم الشيخ احمد الفهد وتحول الامر الى صراع شخصاني، وقد نجح جزئيا في اقصائه من المشهد السياسي والرياضي محليا ودوليا، ثم اصبح «بوفهد» هو الشماعة التي يعلق عليها «بوعلي» كل الازمات السياسية، الامنية، الرياضية، الاعلامية، مستفيدا من التزام «الفهد» الصمت وعدم الرد، وهو ما قوى حجته واعطاه الذريعة لاستغلال هذه الجزئية في الوصول لغاياته.!

مرزوق الغانم، ليس سياسيا ولا يملك فكرا سياسياً مستنيراً، ويبدو لي جليا انه لم يستطع فهم واستيعاب تاريخ الكويت السياسي وتاريخ صراع ابناء الاسرة الحاكمة وانعكاس ذلك على استقرار الكويت عموما وبيت الحكم خصوصا، ولم يستفد من الدروس التاريخية التي كان يجب عليه ان يفهمها جيدا قبل خوضه العمل في المعترك السياسي.

منصة الرئاسة كانت بمثابة بالون اختبار له، وقد فشل فشلا ذريعاً في إدارة المشهد وكل من حوله نافقوه وصوروا له اخطائه على انها انجازات، اذ انه لم يعي ان «الرئاسة» تحتاج الى رجل حصيف واسع الأفق، يجيد لعب الادوار السياسية لخلق حالة من التوازن والاستقرار بعيدا عن الاستفزاز والادارة المبتذلة والدخول في صراعات مع زملائه واتهامهم بالتبعية إلى «شيوخ» وجاءت نتائج تلك التصرفات عكسية عليه شخصيا، وكان ممكنا ان يكون «سوبر هيرو»  ويبقى رئيسا لدورات أخرى، إلا ان نهجه الصدامي وفكره الاقصائي واسلوبه الاستفزازي تسببوا بانهائه و دماره.

قد يكون «مرزوق» يتمتع بقدر جيد من الذكاء في الادارة المالية، لكنه لا يملك قدرة على الادارة السياسية، والشواهد كثيرة ومنها ما قاله في ندوته الانتخابية انه كان يقوم بادوار دفاعية عن بيت الحكم في إشارة واضحة إلى انه استخدم لأغراض وصراعات هو لم يكن طرفاً فيها.

وقع في اخطاء اثبتت عدم نضوجه سياسيا وعدم استفادته من العمل البرلماني ومنها هجومه غير المبرر على «شيوخ الحكم» في كل شاردة وواردة، والتي بدأت مع خطاب «تبون الحكم ولا ما تبونه» ثم تبريره ان حديثه موجه لذرية «مبارك» باستثناء الامير وولي عهده، بعدها اتهامه لاحد اقطاب الاسرة الحاكمة بدفع اموال لاحد «الشيوخ الفاسدين» لدعم مرشحين على حساب اخرين، وانتهاء بالهجوم الاخير على سمو الشيخ احمد النواف الذي رفض رفضا قاطعا ان يؤدي القسم رئيسا للوزراء في برلمان يرأسه «مرزوق»، وهو أحد المرشحين وبقوة ليكون اميرا للبلاد مستقبلا، كل تلك المعطيات وغيرها الكثير تدل على ان لا علاقة له في السياسة ونجاحه في الانتخابات لا يعني بالضرورة انه سياسي ناجح فهذه الجزئية بالذات تخضع لمعايير انتخابية لا يسعني شرحها و تفصيلها في هذا المقال.


أحمد السلامي

0 التعليقات:

إرسال تعليق