الأحد، 9 يوليو 2023

نمرود الرياضة


النمرود بن كوش بن حام بن نوح، ملك شنعار ومؤسس الأسرة الحاكمة في بابل وشنعار واكاد، واول مؤسس مملكة في تاريخ البشرية، واول من وضع التاج على رأسه وادعى الربوبية ومن ابرز اعماله بناء برج بابل في العراق، و اسم «نمرود» مشتق من الكلمة العبرية «مرد» أي «المتمرد» وقيل عنه أنه ناضل بحثا ًعن الشهرة والنفوذ وكان متعطشاً للقوة و طموحه بلا حدود حتى أنه تنهد حسرة مع الإسكندر الأكبر على عدم وجود عوالم أخرى ليفتحها.!

وللنمرود مقوله شهيرة لشعب مملكته قال فيها «لا تحذروا من عقاب الرب وخافوا من عقاب نمرود، اما نهايته فقد اختلف الرواة عليها اذ لا يوجد مصدر تاريخي اكيد يستند عليه او فيه اجماع، فمن تلك الروايات انه قتل على يد احد جنده واخرى انه توفي وفاة طبيعية وثالثة ان ذبابه استقرت في رأسه وكانت سبب موته.

الرياضة هي الاخرى، عانت وعلى مدى سنوات سبع من «نمرود» مع فارق التشبيه بين نمرود بابل و «خالد الخبل» الذي طغى وتجبر وتكبر وظن ان احدا لن يقدر عليه، اخذ يسيطر على الاندية والاتحادات وجيّر الاعلام لخدمته وتنفيذ اجندته، وعدل القوانين بما يتماشى مع مصلحته بهدف استحواذ ناديه على البطولات بالغش والخداع.

استن سنن بغيضه، واشترى ضعاف الانفس بمال السحت، و ولى «المتردية والنطيحة» وجاء بكل ساقط ودفعه لتصدر المشهد وجمع من حوله نفر لا كرامة لهم، يحركهم كيفما شاء ومثلما اراد ووقتما ارتأى، يقودهم كما يقود «المرياع» قطيع الاغنام، ووصل مرحلة من السطحية والسخف التي لم يصلها من قبله احدا، ليس لانه صاحب عقل راجح ولا لانه مفكر وفيلسوف ومؤثر، بل لان معه حفنة من الدنانير يشتري بها كل رخيص وضع لنفسه ثمن.!

انتهى نمرود بابل وبقي ارثه وتاريخه واسرار مملكته لغز يحير العلماء، بينما سينتهي «نمرود الرياضة» بدخوله مزبلة التاريخ من اوسع ابوابه فلا يعود يذكر إلا عندما تضرب الامثله باعماله الفاسدة وافعاله الشاذة.!


أحمد السلامي

0 التعليقات:

إرسال تعليق