ترتيب بيت الحكم

يتداول في مواقع التواصل الإجتماعي هذه الايام شائعات كثيرة حول ترتيب بيت الحكم في الكويت، والتي تزامن تداولها مع الوعكة الصحية التي يمر بها صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الاحمد، و هذا المشهد يعيدنا بالذاكرة إلى احداث العام 2006 وتحديدا بعد إعلان وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه، اذ انقسمت اسرة الحكم إلى فريقين الاول بايع الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، والثاني أيد انتقال الحكم للأمير السابق الشيخ صباح الاحمد احسن الله مثواه، و السبب في ذلك الوقت هو عدم ترتيب سلم الحكم، الأمر الذي انتهى بعزل الشيخ سعد العبدالله وتنصيب الشيخ صباح الاحمد اميرا للبلاد عن طريق القنوات القانونية، ليسدل الستار من بعدها على واحدة من اكثر الفصول حرجا للحياة السياسية في الكويت.

الشائعات التي يتم الترويج لها حول ولاية العهد القادمة، تركز على ثلاثة اسماء من اسرة الحكم وهم، سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء السابق الذي ابتعد عن المشهد السياسي لسنوات طويلة بعد إقصائه من منصبه، اما ثاني الأسماء المرشحة هو الشيخ د. محمد صباح السالم وزير الخارجية السابق الذي استقال من الحكومة اثر التدخل في مهام عمله، وثالث المرشحين هو سمو الشيخ احمد النواف رئيس الحكومة الحالية.

ومن الشائعات المتداولة هو سيناريو الانقلاب والمتهم فيه الشيخ احمد الفهد، وهو السيناريو الذي يراد من خلاله ضرب العلاقات الاسرية وتوتيرها، ومعلوم من المستفيد من الترويج لها، كذلك هناك اهداف ومآرب اخرى لقطع الطريق امام طموحه تجاه المستقبل.

شخصيا لا استبعد ان يتم اختيار شخصية من خارج الأسماء المتداولة ليكون وليا للعهد، وهذا ما حدث تحديدا مع سمو الشيخ مشعل الاحمد الذي لم يمارس العمل السياسي بشكل رسمي، وكان مكتفيا في العمل الامني من خلال منصبه السابق في الحرس الوطني، وهناك العديد من الأسماء المؤهله في الاسرة الحاكمة.

واعتقد دن السبب في تداول الشائعات بقوة لعدم وجود ترتيب وتنسيق اسري داخل النظام الحاكم على غرار الأنظمة الملكية في الدول الغربية وبعض الدول العربية، فمثلا في بريطانيا هناك نظام معلوم لسلم الحكم في الاسرة المالكة،  اذ ان المرشحين على تولي العرش 29 اميرا وأميرة من احفاد الملكة الراحلة اليزابيث الثانية و 6 من احفاد شقيقتها الأميرة مارغريت، ويتبعهم احفاد أشقاء والدهما الملك جورج السادس، إضافة إلى 70 أحياء ينحدرون من سلالة والده الملك جورج الخامس، وقد وضع هذا الترتيب تحسبا لوقوع احداث مفاجئة وطارئة.