السبت، 2 يوليو 2022

لغز الأحواز


 تعتبر القضية الاحوازية لغزا محيراً فهي اقدم قضية عربية مستحقة إلا انها غير متداولة سياسياً وتعاني من التهميش الإعلامي، ويعود تاريخ إحتلالها الى العام 1925 أي قد مضى عليها 97 عام، وفشلت جميع  المحاولات الرامية إلى تداول القضية عربياً و دوليا دون وجود أي مبرر منطقي.! 

الاحواز أرض عربية خالصة، لها تاريخ عريق وقديم، قامت فيها حضارات سادت ثم بادت وعلى رأسهم حضارة عيلام التي يزيد عمرها عن 5 الاف سنة، كما شهدت هذه الارض قيام امارات عربية عريقة مثل امارة القواسم، إمارة المرازيق، إمارة بنو حماد، إمارة العبادلة، إمارة النصور من بني تميم، إمارة آل علي، واخر تلك الامارات هي إمارة بنو كعب التي سقطت على يد النظام القاجاري وضمت الأحواز إلى ايران وسط صمت دولي غريب.

شهدت الأحواز خلال سنوات إحتلالها العديد من الثورات الشعبية ومنها ثورة الغلمان، ثورة الحويزة وتزعمها محي الدين الزيبق، ثورة قبائل طي، ثورة عشائر كعب وخزرج، ثورة الغجرية، ثورة مملكة عرب الشرق التي تزعمها يونس العاصي، ثورة الدايرة، وثورات أخرى كلها قمعت ولم يكتب لأي منها النجاح نظرا لتفوق العدو بالعدد والعتاد على المنتفضين

المفارقة الغريبة في القضية الاحوازية هو التجاهل الدولي لها وغض الطرف عنها، رغم وجود تحركات من قبل احزاب ومنظمات شعبية قدمت آلاف الرسائل الرسمية إلى هيئات ومنظمات عربية ودولية لطرح ملف القضية وتداولها في المحافل الرسمية إلا ان تلك الدعوات لم تحظى بالدعم والتأييد، على الرغم من انها قضية مستحقة وهذا ما جعلها لغز محير.! 

القضية سبق وان تم تقديم ملف متكامل عنها إلى امين عام جامعة الدول العربية الاسبق عمرو موسى الذي رفض طرحها القضية في مؤتمر القمة بقوله «مش وقتها»، كما رفض فكرة ان يتم ترشيح ممثل عن الأحواز في الجامعة العربية بصفة مراقب دون أن يوضح الاسباب، كما قدمت ملفات مشابهة إلى حكومات وسفراء دول عربية واجنبية مدعمه بالوثائق الرسمية المعتمدة دوليا إلا أن العموم تجاهلها.

قد يكون للنفوذ الايراني دور في ترهيب الدول العربية، وقد يكون للمصالح الاقتصادية الايرانية المشتركة مع الدول الغربية سبباً لتجاهلها، وقد تكون هناك أسباب أخرى أجهلها، لكن ما انا متأكد منه ان هذه القضية ستشرق عليها شمس الحرية وسينجلي عنها الظلام عاجلًا أو آجلاً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق