الاثنين، 20 مايو 2024

اغتيال رئيسي و عبداللهيان

 

اعتاد النظام الإيراني على التخلص من القيادات العليا في مؤسسات الدولة والذين يعتقد ان وجودهم باتا يشكل خطرا على امن مؤسسة الحكم «الولي الفقيه»، من خلال اسقاط الطائرات التي تقل تلك القيادات، او عبر تقديمهم قرابين بعد انتهاء مهام عملهم واعتبارهم «كروت خاسرة» في المرحلة القادمة وفي التاريخ شواهد عدة.

سقوط طائرة الهليكوبتر التي تقل الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين امير عبداللهيان وبقية المرافقين لم يكن حادثاً عابراً ولا ناتج عن مشكلة فنية او تقنية، انما هو امر مدبر نتيجة لصراع اقطاب النظام على سياسات الدولة وادارة الحكم.

حادثة اغتيال «رئيسي» أزاحته من المنافسة على منصب المرشد العام مستقبلا والتي بات يتنافس عليها كلا من: الرئيس الأسبق حسن روحاني، رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، و مجتبى خامنئي النجل الثاني لمرشد الثورة والأكثر انشغالا في الشأن السياسي الإيراني.

اما وزير الخارجية «عبداللهيان» فقد كان شخصا غير مقبول لدى المرشد العام وذلك نظرا للاختلاف الفكري في مسائل السياسة الخارجية وخصوصا ملفي تطبيع العلاقات «الإيرانية - السعودية» التي قطع فيها شوطا طويلا، إضافة إلى المفاوضات الإيرانية الكويتية على حقل الدرة النفطي، حيث ان الحرس الثوري الذي يتبع مرشد الثورة هدد في وقت سابق بالتدخل العسكري في الخلاف «الحدودي النفطي» وحسمه عسكريا، وهو خلافا لوجهة نظر «عبداللهيان» الذي كان يميل إلى استخدام الحلول الدبلوماسية لحسم الملف.

بينما بقية الضحايا من مرافقي الرئيس ووزير خارجيته فهم من وجهة نظر النظام مجرد «بيادق على رقعة الشطرنج» تم التضحية بهم «لزوم الحبكة الدرامية» باعتبارهم من القيادات السياسية والامنية التابعين فعليا لمؤسسات المرشد العام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق