منذ حوالي 7 سنوات لم اقرأ صحيفة عربية، ليس تقصيرا مني انما لإيماني ان الصحف العربية لا تسمن ولا تغني من جوع للمتلقي، اذ لم تعد كما كانت في الماضي، صحافة حقيقية، تثري القارئ بالمعلومات وتزيد من محصلته العامة وتنور بصيرته وتشرح ما يدور من حولنا بكل بساطة ووضوح عبر التقارير السياسية والاقتصادية الرصينة والمقالات النقدية والمقابلات الإبداعية والتحقيقات الصحافية والاستقصائية.
اقول ذلك بعد ان ارسل لي احد الأصدقاء يوم امس نسخ «PDF» من بعض الصحف الورقية عبر «الواتساب»، ليوسوس لي شيطاني بقراءة محتوى تلك الصحف، حيث كانت الاخبار مكرره والعناوين متقاربة والصور متشابهة والفوارق ضئيلة، تختلف كل صحيفة بطريقة اخراج صفحاتها وطريقة عرض موضوعاتها.
عندما كنت صغيرا وقبل ذهابي إلى المدرسة اقرأ واخوتي معي الصحيفة، حيث نستغل فترة الفطور الصباحي في تصفح العناوين، ثم نعود لقراءة التفاصيل بعد العودة من المدرسة، صفحات الثقافة كانت زاخرة بالموضوعات القيمة والمقابلات الرصينة مع أدباء ومثقفين ومبدعين، اما صفحات السياسة الدولية فقد كانت دسمة بتقاريرها، والصفحات الاقتصادية تتحدث بلغة الأرقام وتستشرف المستقبل الاقتصادي، وفي صفحات الأعمدة وكتاب المقالات نقرأ ما تخطه اقلام المفكرين والسياسيين الذين يناقشون قضايا محلية ودولية، وفي الصفحات الرياضية نتابع اخبار الاندية والنجوم وتحليل المباريات من وجهة نظر فنية وليس وصفا شكليا، اما الصفحة الامنية و الأخيرة فهي تحكي قصص الحياة الليلية ومحصلتها النهائية، والصفحة الاولى تعتبر الواجهة الرسمية، فكل ما ينشر فيها يعتبر نخبة الاخبار والموضوعات التي تخاطب القارئ.
الصحافة العربية فقدت رونقها، ولم تعد تقدم للمتلقي اي اضافة حقيقية، وهي تعيش الان مرحلة الموت السريري اذ تضخ فيها الاموال ليس لانها مؤثرة او مهمة انما لانها واجهة اجتماعية لملاكها وتستخدم اداة ابتزاز في بعض الاحيان لتمرير مناقصات من هنا ومعاملة من هناك.!
0 التعليقات:
إرسال تعليق