الأحد، 19 فبراير 2023

يا عزيزي كلنا لصوص

 



تابعت التراشق الإعلامي الحاصل في الكويت بين النواب الحاليين والسابقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتبارون فيما بينهم على تسريب كتب ومراسلات رسمية تثبت انتفاع نواب وأقاربهم والمقربين منهم بحصولهم تارة على رواتب استثنائية وتارة أخرى نقل وانتداب وتعيين، وكل طرف متضرر يرد على الطرف الاخر ويتهمه بالخيانة والتبعية والاستفادة من «الكرسي الأخضر» على حساب الوطن والمواطن

هذا التراشق دفعني للتوقف للحظات معدودة استذكرت فيها رائعة الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس «يا عزيزي كلنا لصوص»، وهي الرواية التي تحولت الى فيلم سينمائي حمل ذات الاسم، واشترك في بطولته الفنانين محمود عبدالعزيز، صلاح قابيل، سعيد صالح رحمهم الله جميعا، وتدور احداث الرواية حول شاب وضعت كل املاك والده الوزير السابق تحت الحراسة، واضطر للعيش في منزل اسرته الريفي بعد ان تخلت زوجته عنه، ليعيش حياة «البشوات» المصطنعة بعد افلاسه على حساب الموظف المسؤول عن «العزبة»، ليستمر تدهور أوضاعه المادية واضطر للجوء الى احد اصدقاء عائلته ليطلب تعيينه وانتشاله من حالة الفقر، إلا ان طلبه قوبل بالرفض، مما دفعه للانتقام منه، وهو ما تحقق له بعد ان شاءت الاقدار له ان يلتقي مع «لص» حاول سرقة منزله الريفي، حيث ابلغه انه لا يملك المال ولا المجوهرات، انما يستطيع اثرائه اذا ما تعاونا مع بعضهما الآخر ونفذ عمليات سرقة اوراق ومستندات رسمية يبتز من خلالها صديق العائلة وكبار رجال الاعمال، وتم التعاون وحققا المطلوب الى نهاية الرواية

القاسم المشترك في هذه الرواية هو شخصية البطل الذي تمرد على واقعه ورفضه النزول بمستواه المعيشي والقبول بالأمر الواقع، وهذا تحديدا ما ينطبق على بعض النواب السابقين والحاليين الذين يعمل كل طرف منهم على تسريب ما يدين خصمه بدافع الانتقام والابتزاز والتأثير على قاعدته الانتخابية.! 

ذكرت في مقال سابق ان التجربة البرلمانية الكويتية رغم قدمها إلا انها لم تنضج وان الكويت بحاجة إلى ثورة «راديكالية»، والأهم هو ان النواب معظمهم إن لم يمكن جميعهم استفادوا من «الكرسي الأخضر» اكثر من ان تستفيد الدولة منهم وهذا واقع لا يمكن انكاره انما يتم تجميله بقصد ترقيعه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق