الأحد، 11 سبتمبر 2022

وداعاً أم تشارلز

 


قبل سنوات انتقلت للعيش في المملكة المتحدة واخذت قرارا نهائياً للاستقرار فيها، وبدأت رحلتي مع الحياة الجديدة، حيث الصدمة الثقافية والنقلة النوعية اذ ان انتقالك من الشرق إلى الغرب يحتاج الى كثير من التفكير بسبب اختلاف العادات والتقاليد والثقافة والحياة الاجتماعية، كما انك ملزم على التأقلم مع البيئة الجديدة والتعايش فيها بصورة طبيعية لتتمكن من مسايرة الحياة وظروفها

مرت السنوات بسلاسه ويسر رغم كل العقبات التي كنت اواجهها في بداياتي، إلا انني ام اشعر بالغربة او الوحدة رغم انني اعيش بمفردي، تمكنت من تنظيم حياتي وفق ما ترتضيه نفسي، لست المهاجر الوحيد لا هناك الملايين ما بين مهاجرين ولاجئين ومهجرين وباحثين عن عمل من مختلف الجنسيات والاعراق، وكلنا في حضرة قانون التاج البريطاني «بشر» لنا حقوق وعلينا واجبات

هنا يعيش من هاجر بحثا عن بيئة اقتصادية خصبه لتحسين اوضاع حياته المعيشية، وهنا يجد اللاجئ الامن والحماية والاستقرار والحرية والراحة ويحصل على مخصصاته كاملة من دعم مادي ومعنوي وتعليم مجاني ورعاية صحية كاملة ومجانية، واهتمام خاص من قبل منظمات المجتمعات المدني، وتواصل مستمر من قبل تلك المنظمات للاطمئنان على اوضاعك المعيشية وتهيئتك نفسيا ومعنويا للانخراط في المجتمع البريطاني الذي يضم كل اطياف البشر على اختلاف فئاتهم والوانهم وطوائفهم واديانهم ومذاهبهم

هذه الارض باركها الله وانعم عليها بالخيرات لتبارك  ملايين البشر الذين تركوا اوطانهم واهاليهم واحبابهم اما طوعا او جبرا

الملكة اليزابيث الثانية هي ملكة المملكة المتحدة وهي رأس الدولة، ولها دور مهم وفعال في دعم البلاد والعباد سواء من ناحية مادية او معنوية، لذلك فان اسهاماتها والتي قد لا تكون واضحة لمن هم خارج حدود المملكة لا يعلمون عنها شيئا، كما ان لهذه «الملكة الام» وجود هام في نفوسنا جميعا حيث كانت تنادى من العموم «Mam» وهو لقب رمزي حظيت من قبل الشعب تقديرا لها بوصفها ام الشعب اجمع

رحم الله مليكتنا إليزابيث الثانية ونبايع مليكنا تشارلز الثالث.

0 التعليقات:

إرسال تعليق