الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

الچذب ينقال.!

 

خلال سنوات عملي في الصحافة  زاملت طاووس «نافش ريشه»، صنع لنفسه مجداً مزيفاً وهو «چذاب بوطير» كان يجمع الزملاء في القسم ليقص عليهم قصص من امجاده وبطولاته الوهمية، وعادة ما يستشهد في رواياته على «بوكريم» الذي كان يؤديه في كل شيء حتى وان لم يكن موجودا في الواقعة التي يقصها.! 

مدعي البطولات كان يروج إلى أكاذيب لا أساس لها من الصحة، او يغير في بعض تفاصيلها وعادة ما يبدأ حكاياته «أنا كنت في زماناتي.. أنا كتبت.. انا قلت.. انا واجهت.. انا عارضت.. انا وانا.. انا مش انا انا اللي بطلت هداك الانا».. ومن يسمع تلك القصص للوهلة الأولى يعتقد انها حقيقية لإن الشهود كلهم قد توفاهم الله ولا يمكن التأكد منهم.! 

شخصيا كنت لا يعجبني ما يقوله ولكن «امشي» معه وهو يعلم ان كل الزملاء لا يصدقون حكاياته ولكن هم ايضا «يمشون معه عشان تمشي الليلة»، الى ان حدثت حادثتين كنت حاضرا فيهما، الاولى كانت في مكتبه عندما تلقى اتصال من شخصية سخيه قال قبل ان يرد «أوه هذا بوعلي»، رد و اخذ «بوعلي» يملى عليه اوامره ووجهه لكتابة موضوع يتماشى مع هواه، وكان يرد عليه بكلمة واحدة «حاضر.. حاضر.. حاضر» التي كررها لاكثر من 7 مرات وهو يدون بقلم رصاص، ثم اغلق الهاتف وانتبه الى وجودي، فقال «شفت الضغوط شلون صايره».! 

اما ثاني موقف كنت شاهدا عليه، حدث في مكتب خالد عبدالصمد امين السر المساعد السابق بالنادي العربي، ودار حديث بيني وبينه ودخل علينا الاخ الكبير جمال الكاظمي وشاركنا في الحوار الذي لم يعجبه فقال «الحين اوريك فيه»، اتصل عليه «بوطلال» من هاتفه «Nokia» ووضعه على السماعه آخذا وضعية الهجوم ومستعدا لمواجهة مباشرة، رد على الاتصال وبعد السلام تفاجئ بكلام «بوطلال» الذي لامه على اثارته الفتن وكذبه وتدليسه، ثم توعده بتصعيد الامر معه ان لم يضبط نفسه ويلتزم بالنقد البناء والهادف دون ان ينحاز لطرف « دفيع جاد» على حساب الطرف الآخر، اما ردوده فقد كانت متلعثمة «بو طلال.. بس بوطلال.. يا بوطلال»، ثم اغلق «بوطلال» الهاتف بوجهه، وقال «اذا كان ريال خل يكتب الحين»، المفاجأة هي في اليوم التالي، حيث التقيت مع زميلنا «الچذاب» فقال لي حرفيا «احمد.. انا امس كنت في ديوان الشيخ فلان الفلاني في اليرموك ووردني اتصال من بوطلال وطلب مني اخفف الهجوم عليه وقالي انا تعبان ووضعي الصحي وكاني وماني.. وانا رديت عليه وقلت اذا ما مشيت سيده راح اوريك نجوم الليل بعز الظهر»، ابتسمت وقلت «كفو.. زين تسوي فيه» فقال لابد ان نخفف من وطأة الهجوم عليه مراعاة لوضعه الصحي.! 

الحكاية انتهت هنا والشهود كلهم احياء يرزقون ويمكن التأكد منهم لمن يريد، لكن بقية حكاياته لم تنتهي لان هناك حكايات اخرى كثيرة قد اكتبها في قادم الايام او اجمعها وانشرها في كتاب.. من يدري.

0 التعليقات:

إرسال تعليق