الاثنين، 19 سبتمبر 2022

ديموقراطية اي كلام والسلام

 

تعيش هذه الايام 4 دول عربية اجواء انتخابية تعبر عن روح الدولة، وهم الكويت، البحرين، المغرب و سوريه، ولكل دولة حالتها الخاصة التي تختلف شكلا وتتشابه من حيث الموضوع، وهنا استذكر قول جريء للكاتب الراحل محمد طمليه اقتبسه نصاً يقول فيه «الانكى أنهم يعتبرونه عرساً ديمقراطياً والعريس يتكرر هو نفسه في كل الزيجات ونحن من المحيط الى الخليج حريم في بيت طاعة كبير»، وهو بذلك يكون قد اختصر علي شرح ما أعنيه.

والبداية مع المغرب التي يقام فيها انتخابات جزئية او تكميلية في 3 دوائر كانت قد ابطلت بحكم  صادر عن المحكمة الدستورية وهم دائرة عين الشق، دائرة آسفي ودائرة الدريوش، وتطمح أحزاب التحالف الحكومي لاستعادة مقاعدها التي فقدتها جراء حكم البطلان، بينما تحاول أحزاب من المعارضة استغلال الفرصة للظفر بمقاعد تعزز بها وجودها في الصفوف الاولى، ومن يحظى بالفوز سيكون مواليا في نهاية المطاف للسلطة يأتمر بأمرها وينتهي بنهيها، وبذلك فان الصورة تكون قد اصبحت واضحة.!

اما في سورية، فهناك تقام مسرحية هزلية بإشراف النظام الذي دعا بقايا المواطنين للمشاركة في انتخاب المجالس المحلية، والمضحك في الامر هو ردود الفعل الشعبية التي رصدتها وسائل الاعلام المحلية، اذ يتغنى المشاركون في احلامهم الوردية وتشديدهم على ضرورة اختيار من يمثلهم ويعمل من اجل الحفاظ على الوطن الذي لم يبقى منه شيء.!

وفي البحرين تنطلق الانتخابات النيابية والبلدية نوفمبر المقبل وجاري الاعداد والتجهيز لها من جانب الحكومة التي ترى في ان التجربة الديمقراطية التي مر عليها عقدين من الزمان اصبحت اكثر نضجا وان الشعب باتا اكثر وعياً، والاهم في هذا العرس الديمقراطي سيكمل «المعاريس» سنوات العسل دون ان يكون لهم «حس أو خبر» كحال من سبقوهم.

مسك الختام مع الانتخابات البرلمانية الكويتية، وهي الانتخابات الاكثر ضجيجاً والمنافسة فيها محتدمه وشديدة، حيث تكثر الوعود وتزداد معها الشائعات، ويتسابق المرشحين فيما بينهم في الهجوم على قوى الفساد والفاسدين، ويتوعدون بمحاسبة سراق المال العام والمتجاوزين على القانون، ويقدمون وعود لا حصر لها، ويتعهدون بإقرار قوانين اصلاحية ويحولون «البحر الى طحينه» وبمجرد نجاحهم «يلحسون» وعودهم ويشغلون الرأي العام في المعارك الجانبية الصغيرة و الامور السطحية والثانوية، بينما هم يتفرغون لتحقيق مكاسب خاصة و شخصية، وهذا السيناريو يتكرر منذ تقريبا 59 عام مضت ولا جديد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق