الخميس، 17 مارس 2022

الكرامة أولاً

 

ليس للمواطن العربي قيمة حقيقية في وطنه او الوطن العربي الكبير المكون من 22 دولة ما لم يكن ذلك المواطن ينتمي لاحد الاسر الحاكمة او المتنفذين والمقربين منهم إضافة الى الأثرياء فهؤلاء يتمتعون بحصانة نسبية تختلف باختلاف مكانة بلدانهم من ناحية سياسية واقتصادية، اما اذا كنت مواطن عربي من العوام فأنت بكل تأكيد تصنف باعتبارك مواطن درجة سابعة، اي انك عالة على وطنك وحكومة بلادك الموقرة.! 

لا أقول ذلك من فراغ، بل من واقع تجربتي الشخصية في الماضي وما اتابعه في الحاضر من خلال هروب ملايين العرب من اوطانهم إلى الدول الغربية بغية البحث عن حياة كريمة آمنة ومطمئنة حيث يجد مع الطعام والامان والسلام «الكرامة» التي كان مفتقداً لها في وطنه الام. الكثير من الشباب العرب يضطرون الى النزوح من اوطانهم وقطع آلاف الاميال ودفع مبالغ مالية طائلة للمهربين لنقلهم براً او بحراً وتعريض حياتهم للخطر والموت للوصول إلى اوروبا وبريطانيا واستراليا وكندا وامريكا لبدأ حياة جديدة سواء كانت عملية او علمية او كلاهما

بعد نزوح ملايين العرب من اوطانهم تمكن عدد كبير منهم تحقيق طموحه على ارض الواقع، اصبح اليوم من بين المهاجرين واللاجئين والنازحين أناس اصحاب شهادات عليا ومنهم باتوا تجار واخرين شقوا طريقهم نحو العمل السياسي واصبحوا مشرعين ووزراء واصحاب قرار في دول احتوتهم واعادت توطينهم، ومنحتهم كافة الحقوق التي حرموا منها في بلدانهم التي ضاقت بهم ولم تعد راقبة بوجودهم، والطامة الكبرى هي عندما يتفاخر اعلام بلدانهم بأن في المهجر أناس هجروا قسراً هم اليوم ناجحين.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق